
القائد العام للحرس الثوري الإيراني يقدم تعازيه باستشهاد يحيى إبراهيم حسن السنوار
بسم الله الرحمن الرحیم
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا
أُبارك وأُعزي الشعب الفلسطيني البطل، لا سيما مجاهدي حركة حماس والجبهة المقاومة الإسلامية، باستشهاد المجاهد الصامد والنخبة في المقاومة الإسلامية الفلسطينية، يحيى إبراهيم حسن السنوار، الرئيس الموقر لحركة حماس وأسطورة الكفاح ضد النظام الصهيوني المجرم والسفاح.
وفي هذا السياق، يضيء اسم الشهيد أبو إبراهيم من اليوم بجوار الأسماء اللامعة لمجاهدي فلسطين، مثل الشهيد إسماعيل هنية، الذين ارتقوا شهداء في سبيل تحرير القدس الشريف، ويُشعل نار الغضب في المقاومة ضد الكيان الصهيوني، وبفضل الله تعالى، فإن هؤلاء الغاصبين لأرض المقدسات سيُحوَّلون إلى رماد في المستقبل القريب.
كان الشهيد مجاهداً شجاعاً وصلباً وقائداً خبيراً ومقداماً، وُلد في المنفى واللجوء، ومنذ طفولته أدرك ظلم وجور الصهاينة. بعد تجربة 23 عاماً من السجن والمقاومة والتضحية، حوّل التزامه بالقضية ومكافحة الصهيونية واستمرار تنظيم المقاومة في الخفاء إلى استراتيجية راسخة وفعالة. وفي مرافقته لأعمدة المقاومة الأخرى، بنى من حركة حماس منظمة قوية، وكان اسمه، منذ استشهاد إسماعيل هنية وحتى لحظة استشهاده، كابوساً مرعباً للصهاينة، يُرعب كيانهم الغاصب وأعوانهم.
لقد كان يُشع كنموذج متكامل ورمز بارز للكفاح والمقاومة ضد الصهيونية في الأمة الإسلامية والعالم العربي، وبروحه الثورية وقيادته الموفقة على المستويين الاستراتيجي والعملياتي، خصوصاً في هندسة عمليتي سيف القدس وطوفان الأقصى التاريخيتين، أسهم في انهيار الهيمنة الأمنية والاستخباراتية للكيان الصهيوني، مما أدخل المجتمع الصهيوني في فوضى استراتيجية كارثية.
نال الشهيد العزيز السنوار شرف الشهادة، ليس في أعماق أنفاق غزة السرية، بل في قلب الميدان وعلى سطح الأرض وفي خطوط المواجهة مع جنود الصهاينة، مرتدياً لباس الجهاد وقائداً وموجهاً للمجاهدين في المقاومة، ليفضح بذلك التصورات الوهمية والأكاذيب التي روجها الكيان الصهيوني عنه.
نرسل التحية إلى الروح الطاهرة لهذا الشهيد الجليل القدر، ونؤكد أن حركة المقاومة وحماس الباسلة، كما لم ولن تتوقف عن المسير بعد استشهاد الدكتور إسماعيل هنية تحت قيادة وأدوار بطولية للشهيد "أبو إبراهيم"، فإنها ستواصل طريقها أيضاً مع يحيى السنوار المجاهد وصانع الملاحم، الذي سيقود صفوف المقاومة ضد الصهيونية بقوة أكبر وبهيكلية أكثر صلابة. وبعون الله تعالى، وبالاعتماد على دعم الشعب الفلسطيني الصامد والمظلوم، وعلى الإسناد الذكي والقوي لمحور المقاومة، الذي بات اليوم هلال المقاومة، والذي وضع حياة الكلب المسعور لأمريكا في المنطقة تحت أقدام المجاهدين المؤمنين من أبناء الأمة الإسلامية، ستواصل المقاومة الفلسطينية هندسة قواعد المواجهة ضد الصهاينة المجرمين الذئاب، وستبقى تحت إرادة المقاومة وفي أيدي مقاتلي حماس الأبطال وورثة الشهيد السنوار. وسيُذكّر العدو الصهيوني أن تصعيد الحرب والأزمات لن يكون مخرجاً من المستنقع الذي صنعوه بأيديهم.
اللواء حسين سلامي
القائد العام للحرس الثوري الإسلامي